سؤال يحمل طابعًا فلسفيًا عميقًا، ويتفرع إلى عدة أبعاد: النفسي، والروحي، والفكري، والوجودي.
بعيدًا عن الإجابات السطحية، خل نغوص في عمق هذا السؤال كأننا أمام مرآة تعكس داخلنا:
أولًا: ما العتمة؟
العتمة الداخلية ليست ظلامًا بصريًا، بل هي فقدان البوصلة، شعور بالفراغ، غربة داخل الذات، أو اختناق دون سبب مادي.
غالبًا ما تكون نتيجة:
•صراعات غير مفهومة داخل النفس.
•تراكم أسئلة بلا إجابة.
•أو شعور بأنك “حيّ جسدًا، ميتٌ معنىً”.
ثانيًا: كيف تُضاء؟
1. بالمعرفة الذاتية (المعرفة تؤدي إلى النور):
كما قال سقراط: “اعرف نفسك.”
ابدأ بسؤال نفسك:
من أنا خارج ما أفعله أو ما يريده الناس مني؟
هل ما أشعر به هو حقيقتي أم انعكاس لما حولي؟
الإنارة تبدأ من إدراك الذات، لا من الهروب منها.
2. بالمواجهة لا بالهروب:
العتمة ليست دائمًا عدوًا…
بل هي معلم. حين تنصت لها، قد تبوح بما لم تستطع الكلمات شرحه.
3. بإعادة تعريف المعاني:
– ما هو النجاح بالنسبة لي؟
– ما معنى السعادة؟
– هل الألم دائمًا شر؟
عندما تتغير الإجابات، يتغير لون العالم، وتبدأ الإنارة.
4. بخلق المعنى:
كما قال فيكتور فرانكل – مؤسس العلاج بالمعنى:
“الإنسان يمكنه أن يتحمّل أي شيء إذا كان له معنى.”
خلق المعنى هو مفتاح الخروج من ظلمة اللاجدوى.
الخلاصة او الزبده الفكرية:
العتمة ليست فراغًا، بل نداء.
والنور ليس خارجيًا، بل صوت داخلك يقو
“عد إليّ.”
ولذا، فجواب سؤالك ليس واحدًا، بل رحلة.
(( وقد تكون أول خطوة فيها هي هذا السؤال ذاته ))
فريح الرويلي